شراء شقة1053160
أن قرار الشراء ليس سهلاً، بل يمكن أن يكون قراراً مصيرياً؛ فالعقار بشكل عام هو من السلع الإستراتيجية. مثلاً قرارك لشراء شقة أصعب من قرار شراءك لهاتف جوال/محمول، و قرار شراء الهاتف بالتأكيد أصعب من قرار شراء زجاجة مياه معدنية.هذا، لا خلاف عليه. أن المال المدفوع في العقار بشكل عام، قد يكون بالنسبة للمشتري هو كل " تحويشة العمر". و من هنا تأتي صعوبته و أهميته، و ضرورة التفكير الجيد قبل الإقدام علي عملية الشراء. التفكير الجيد، لا يعني التردد. فقد تضيع عليك " فرصة ذهبية" صعب تعويضها،لاحقاً. و إنما التفكير الجيد، المقصود به، هو ذلك التفكير السليم، الذي يجعلك تحصل علي أفضل فرصة لك، وفق ظروفك و إمكانياتك. هناك منهجية/ طريقة في التفكير هي التي تقودك إلي إقتناص أفضل الفرص المناسبة لك، فلا شئ يخضع للصدفة، في الحقيقة، أنت من تتحكم في الظروف. هذه المنهجية، يُمكِن إجمالها في النقاط الآتية: -
- (1) – ماذا أريد تحديداً ؟
لاحظ، أن السؤال مكون من ثلاث كلمات. ( ماذا ) فهناك شئ أريد الوصول إلي معرفة طبيعته، و هذا الشئ بالطبع يجب ان يكون مُحدداً ( تحديداً) كما يجب أن يكون هذا الشئ أريده. هذا السؤال هو أهم سؤال، عليك أن تسأله لنفسك. هذا السؤال هو الذي يجعل تركيزك مرتفعاً فعن طريقه تستطيع أن تُحدد خياراتك، و بكلمة أدق، نطاق إختياراتك أو الشريحة التي تبحث من خلالها عن طلبك.
- (2)- الميزانية و القدرة المالية.
ضع في ذهنك هذه الجملة: المال هو أهم مٌحدِد لما أريد. أرصد ميزانية للشقة/ العقار الذي تريد شراؤه. و راجع قدراتك المالية. و قدرتك علي الوفاء بالمبالغ المطلوبة منك، سواء مبلغ التعاقد، دفعة الإستلام- إذا كان العقار لا يزال تحت الإنشاء، مواعيد سداد الأقساط المطلوبة و الإستحقاقات المالية. .. تكلفة التشطيب...إلخ كن صادقاً و أميناً و واقعياً – مع نفسك – قبل الآخرين. الأحلام قد تتحطم مع قدراتك المالية المتواضعة. لكن لا تلومن إلا نفسك. كَيِف ( ظبَط ) أوضاعك المالية مع ظروفك. لا تستسلم، و كن واقعياً و صريحاً جداً، إطرح علي نفسك هذا السؤال: هل من الأفضل أن أؤخر قرار الشراء أم عليً أن أجد حلاً مُلائماً للظروف. و ما لا يُدرك كله لا يُترك كله. أحضر ورقة و قلم. أكتب تقديراً لأقصي مبلغ يُمكن لك أن تدفعه. في سطر آخر أكتب المبلغ المتاح معك الآن. في سطور اخري أكتب أرقام الاموال التي يُمكِن لك أن توفرها و مواعيدها المستحقة.
المهم أن تدرك ان خياراتك محكومة بقدراتك المالية، بالنهاية.
- (3) الأماكن المستهدفة مثلا ( التجمع الخامس – السادس من اكتوبر – الخ ).
الآن و قد حددت طلبك( مواصفات الشقة / العقار) و حددت قدراتك المالية. عليك الآن أن تُحدد المناطق التي تتوافق مع إمكانياتك و طموحاتك في شقة/ عقار المستقبل.
لا يُعقل أن تكون قيمة العقارات في كل الأماكن مثل بعضها. عليك أن تُراعي هذه النقطة جيداً. مثلا عقارات التجمع الخامس تكون في الغالب مرتفعة السعر
كيف يمكنك تحديد أسعار كل منطقة بدقة ؟
قد يُعطيك الإنترنت، فكرة ما عن طبيعة الأسعار في كل منطقة، يمكنك البحث عن اسعار عقارات او شقق التجمع الخامس مثلا او عبر العروض المنشورة علي مواقع الإعلانات المبوبة، و علي مواقع شركات العقارات، لكنه مع أهميته ليس وحده أداة كافية. من الأفضل إذا كان لك صديق أو احد أقاربك لديه دراية بالأسعار أن تستشيره. و مبدئياً أسقط أفكارك التقليدية عن الأسعار في منطقة ما، لو كان آخر سعر تعرفه يعود إلي 10 سنوات مضت. الدنيا تتغير و تتطور. أحكم علي مناسبة السعر وفق أقرب مدي زمني ممكن، حتي يكون حكمك أقرب للدقة. من الممكن أيضاَ إذا قررت معاينة شقة ما أن تسأل عن الأسعار في المنطقة. و أن تعقد مقارنة. لكن عليك مراعاة أن تكون هذه المقارنة معقولة و متكافئة، بمعني إنه مثلاً إذا قارنت بين شقتين إحداهما في عقار جديد و أخري في عقار قديم. أن تضع في إعتبارك عامل الزمن. و عامل الموقع. عموماً هذه تفاصيل دقيقة ليس مكانها الان. كل ما عليك الإنتباه إليه و الإهتمام به أثناء عملية بحثك عن افضل الإختيارات الممكنة لك هو إستهداف المناطق التي تتناسب مع إمكانياتك.
هناك معادلة مهمة في العقارات تقول: أن كل مشتري يرغب في أن تكون شقته بها هذه الصفات الثلاثة السحرية: ( موقع ممتاز / مساحة كبيرة / سعر زهيد ).
واقعياً هذا صعب تحقيقه لابد من عنصر تُضحي به من بين هذه العناصر الثلاثة. غالباً، ما يكون هناك ضلع ناقص من هذه الأضلاع الثلاثة لرغبات المشتري.